الأمانة العامة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة تستعرض تجربة الإمارات الرائدة في التعليم عن بعد في ظل الجائحة
شاركت الأمانة العامة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة، بورقة عمل في المؤتمر السادس والعشرون الذي عقدته المنظمة الدولية لتمكين المرأة وبناء القدرات “تمكين” في دولة الكويت، تحت عنوان “الأدوار الأسرية خلال تجربة التعليم عن بعد من الأزمة إلى التوجيه والتعايش”.
ومثّل الأمانة العامة في المؤتمر الذي انعقد مؤخرا عبر تقنية الاتصال المرئي سعادة الدكتورة خولة عبدالرحمن الملا الأمين العام للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، كما شارك فيه الأستاذة الدكتورة شادية قناوي سفير جمهورية مصر سابقا لدى منظمة اليونسكو ممثلة عن جامعة عين شمس، والأستاذ الدكتور عبد الله عزام الجراح عميد كلية العلوم التربوية قسم المناهج والتدريس في جامعة مؤتة الأردن، والدكتورة دلال البديوي من قسم دراسات المعلومات في جامعة الكويت، والدكتورة سلوى الجسار استاذ مشارك في جامعة الكويت عضو مجلس الأمة السابق، والمهندسة منى ابراهيم الأنصاري الموجه الفني العام للعلوم في وزارة التربية بدولة الكويت، والدكتورة سوسن بنت سعود بن عبد الله اليعقوبي مديرة مدرسة في سلطنة عمان.
تميز الأدوار الأسرية
وقدمت سعادة الدكتورة خولة عبدالرحمن الملا، ورقة عمل بعنوان “قراءة في التجربة الإماراتية”، حيث استعرضت السياسات والإجراءات المتميزة التي اتبعتها دولة الإمارات العربية المتحدة في ظل الجائحة، بعد أن أثبتت نجاحها في تجربة التعليم عن بعد، وتميز نسق الأدوار الأسرية في تطبيقه والذي لم يكن وليد اللحظة بل كان نتيجة أكثر من عقد من الجاهزية في البنية التحية الشبكية التي تعد من الأفضل في العالم، مشيرة إلى أن الوظائف التقنية تحديدا في تلك الفترة كانت محط اهتمام الحكومة، فضلا عن الاستراتيجيات الوطنية التي تدعم في كل خططها ومشاريعها تمكين الإطار التقني في كافة المرافق لتجهيز أرضية صلبة لوسائل وأنماط التكنولوجيا والتمدد الشبكي، ما سمح لها بتحقيق تجربة فريدة في التعليم عن بعد إقليميا وعالميا.
توعوي وإرشادي
وسلطت سعادة الدكتورة خولة عبد الرحمن الملا، الضوء على الأدوار والمهام التي اضطلع بها المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في ظل الجائحة، من خلال الإدارات العاملة تحت مظلته في ظل المتابعة الحثيثة لقرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة ودعمها المتواصل وتوجيهات سموها للقيام بالدور التوعوي والإرشادي للأسر والطلبة، مع التركيز خلال هذه الفترة على برامج الدعم النفسي والاجتماعي، وإطلاق المبادرات في هذا الشأن وفق أعلى المعايير العالمية من أجل نشر الثقافة الأسرية الإيجابية، والعمل تعميق تماسك الأسرة والحفاظ على هويتها للارتقاء بمكانتها وتمكين أفرادها من أداء أدوارهم وضمان استقرارهم، متسلحين بقيم الانتماء الأصيلة لوطنهم ليكونوا شركاء فاعلين في المجتمع.
الانتقال السلس
وحددت سعادة الدكتورة من خلال مشاركتها ملامح تجربة التعليم عن بعد في دولة الإمارات، من خلال تميزها في توفير ممكنات الانتقال السلس من التعلم الوجاهي إلى التعلم عن بعد عن طريق تصميم وتنفيذ خطط الربط بين أطراف العملية التعليمية من خلال بوابة التعلم الذكي لوزارة التربية والتعليم ومتابعة الأداء الدراسي والسلوكي للطلبة، بالإضافة إلى تعزيز أجواء دراسية قائمة على التفاعل بمشاركة أولياء الأمور، موضحة أن التجربة الإماراتية على صعيد الأسرة وأدوارها في عملية التعليم عن بعد، كان تركيزها الرئيس على شراكة الأسرة فيما بينها أولا، وشراكتها كعنصر فاعل مؤثر ومستجيب في المجتمع التربوي، من خلال منظومة التمكين للأدوار الأسرية القائمة على توعية كافة أطراف المجتمع التربوي وفي مقدمتهم أولياء الأمور بالمهام المطلوبة لكل منهم في عملية التعليم عن بعد، بالإضافة إلى تبني المبادرات الحكومية الداعمة للأدوار الأسرية من خلال إطلاق التشريعات الداعمة للأم العاملة للعمل عن بعد لمساندة أبنائها، يضاف إلى ذلك برامج التدريب التخصصي عن بعد لأكثر من 34000 ألف مدير مدرسة ومعلم وإداري في المدارس الحكومية والخاصة، الأمر الذي انعكس على تيسير بيئة التعلم المنزلية لدى أولياء الأمور، فضلا عن تنويع نظم وبيئات التعلم عن بعد بما يتناسب مع طبيعة وظروف كل أسرة.
وأكدت سعادة الدكتورة خولة عبد الرحمن الملا في ختام ورقتها، على أن الانتقال من مرحلة الأزمة إلى التوجيه والتعايش تتطلب مزيدا من القدرة على مواكبة المتغيرات، كما أن الأدوار الأسرية في هذا الانتقال ستبقى رهينة بما يتحقق لها من ممكنات أولا، وإدارة للوعي والإدراك ثانيا، ثم التخطيط لاستراتيجيات أكثر نضجا تخاطب كافة عناصر المجتمع التربوي بشكل عام، والمجتمع الأسري بشكل خاص من داخل بيئته ومنظومته.
يشار إلى أن المنظمة الدولية لتمكين المرأة وبناء القدرات “تمكين” أنشأت في المملكة المتحدة ومقرها لندن، وتعمل على تطوير قدرات المرأة من خلال برامج تنموية متنوعة، كما تسعى إلى تعزيز دور المرأة في قيادة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة للوصول إلى مجتمعات سلمية وشاملة وتوفير الوصول إلى العدالة للجميع.