الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة يؤكد على توحيد الجهود والأهداف للنهوض بمستقبل الأسرة الإماراتية
أكد المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، أن أهداف الخطة الاستراتيجية الجديدة التي يعمل على صياغتها للخمس أعوام القادمة، تتمحور حول توحيد جهود المؤسسات والإدارات التابعة له وآليات ووسائل تنس العمل وصولا إلى وضع السياسات العامة والقواعد واللوائح والنظم المؤسسية وتحديد الرؤى المستقبلية، بهدف النهوض بالأسرة وتمكين أفرادها من أداء أدوارهم في المجتمع على أكمل وجه وضمان استقرارهم، فضلا عن إطلاق البرامج والمبادرات التي من شأنها تعزيز مسيرة التنمية المجتمعية في إمارة الشارقة.
جاء ذلك خلال اللقاء التطويري الاستراتيجي الذي انعقد أمس (الأحد) عبر الاتصال المرئي، برئاسة سعادة الدكتورة خولة الملا أمين عام المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، ومشاركة سعادة موضي بنت محمد الشامسي رئيس مراكز التنمية الأسرية، وسعادة صالحة غابش رئيس المكتب الثقافي والإعلامي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة، وسعادة إيمان راشد سيف مدير إدارة التثقيف الصحي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، وسعادة هنادي صالح اليافعي مدير إدارة سلامة الطفل التابعة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، وسعادة الدكتورة حصة خلفان الغزال المدير التنفيذي لمكتب الشارقة صديقة للطفل، إلى جانب أكثر من 20 مشاركا من قيادات الصف الثاني في جميع الإدارات التابعة للمجلس.
وناقش اللقاء آخر المستجدات لبلورة وتطوير الرؤى والتوجهات المستقبلية للخطة الاستراتيجية الجديدة، والتي تتضمن رسم التوجه الاستراتيجي للمجلس ووضع السياسات العامة والقواعد والنظم المؤسسية، فضلا عن صياغة خارطة طريق موحدة لكافة الإدارات تعتمد على تطوير مظلة استراتيجية قائمة على تعزيز العمل المؤسسي، بالإضافة إلى وضع المخطط التنفيذي وإدارة الجودة، بما يلبي احتياجات الأسرة على مستوى دولة الإمارات وإمارة الشارقة على وجه الخصوص، تأكيدا على دورها في تنمية المجتمع وتقدمه وازدهاره عبر تنشئة وتربية جيل قادر على النهوض بالمسؤوليات ومواكبة التطور والتحديث وبناء المستقبل ضمن متطلبات العصر واحترام ثقافة الآخر وتبادل المعارف والثقافات الإنسانية.
الارتقاء بالأسرة
وأكدت سعادة الدكتورة خولة الملا، أن المجلس يحرص في كل ما يقوده من جهود على الارتقاء بالأسرة لتمكينها من أداء دورها الفاعل في المجتمع، مشيرة إلى أن الاستراتيجية الجديدة تستند منطلقاتها على رؤى وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقرينة صاحب السمو، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة، التي تسعى دوما إلى وضع الاستراتيجيات والخطط وتنفيذ البرامج المتخصصة التي تهدف إلى الحفاظ على تماسك واستقرار الأسر في إمارة الشارقة، كما تستند خطة المجلس الخمسية أيضا إلى توجهات حكومة الإمارات ودستور الدولة ومؤشرات الاستقرار الأسري، إلى جانب الاستفادة من التجارب العالمية الناجحة وأفضل الممارسات، وجميعها مؤشرات يستلهم المجلس منها خطته الاستراتيجية للارتقاء بالجهود المبذولة في خدمة للأسرة وتحقيق احتياجاتها.
مرجعا مهما
ولفتت الدكتورة الملا، إلى أن الاستراتيجية الجديدة ستشكل مرجعا مهما خلال السنوات الخمس المقبلة، كونها جاءت شاملة وغطت كافة نواحي الحياة الاجتماعية، حيث ستتضمن العديد من المبادرات التي ترتكز على تحقيق أهداف المجلس في دعم استقرار الأسرة وتطوير وتنمية قدرات الأفراد فيها، وخلق أسرة متماسكة مستقرة تفخر بهويتها وثقافتها وضرورة تمكينها كي تنهض بوظائفها المتجددة وتسهم في تنفيذ خطط تنمية المجتمع وتقدمه، كما وضعت على رأس اهتمامها التعاون مع الجهات ذات العلاقة في شؤون الأسرة على النطاق المحلي والإقليمي والعالمي، حيث أن مثل هذه الشراكات الاستراتيجية وتنفيذ بنود هذه الاتفاقيات سيسهم في الارتقاء بالأسرة، ويفضي أيضا إلى الاستفادة من الممارسات العالمية في اقتراح التشريعات والسياسات التي تنهض بواقعها في شتى الميادين الاجتماعية والنفسية والصحية وتلبي رغبات أفرادها، لتظل الشارقة نموذجا يحتذى في تبني قضايا وشؤون الأسرة.
الاستعداد للخمسين
كما أشارت الدكتورة خولة الملا، إلى أن الخطة الاستراتيجية أكدت ملامحها على أهمية تماسك المجتمع في ظل التحديات الراهنة التي يشهدها العالم اليوم نتيجة لانتشار جائحة كوفيد 19، والتي أفرزت العديد من التحديات التي كان من نتائجها إحداث تغيرات في ظهور عادات جديدة في السلوك الإنساني، حيث يتم العمل على صياغة الخطة بطرق علمية مبتكرة لتكون مرنة وموائمة لكافة التطورات المتسارعة، كما ستستهدف مخرجاتها العديد من مؤشرات الأداء التشغيلية ولاسيما تطوير قدرات اللجان وفرق العمل فضلا عن إطلاق البرامج والمبادرات المبتكرة، مع التركيز على تطوير استراتيجية الاتصال المؤسسي لتعزيز التواصل الداخلي الفعّال بين الإدارات، والخارجي مع المجتمع والوصول إلى أكبر شريحة من المستفيدين من خدمات المجلس، مشيرة إلى أن إعداد الخطة الاستراتيجية العامة تمر بمراحل عديدة من جمع المعلومات والتحليل وإجراء المقارنات بغرض تحديد إطار الأهداف والمبادرات، حيث بينت النتائج الأولية للمسوحات الميدانية التي نفذها المجلس خلال مراحل الإعداد والتي جاءت من منطلق أهمية مشاركة المعنيين في تحديد أولويات المرحلة القادمة، تجاوبا كبيرا تجاوز الـ 800 مشارك، حيث ستصاغ نتائج هذه المسوحات في رسم استراتيجية تلبي حاجات المجتمع وتقديم خدمات تنسجم مع التوجهات العامة لحكومة الشارقة وضمن متطلبات المرحلة القادمة في الاستعداد للخمسين.
أول مكتب للإعلام الأسري
واستعرض اللقاء الأدوار المنوطة بكافة الإدارات التابعة للمجلس ضمن مستهدفات الخطة الاستراتيجية الجديدة، وأهم المبادرات المبتكرة التي ستتضمنها، حيث قدمت سعادة صالحة غابش رؤية لمشروع جديد يقضي بتأسيس مكتب للإعلام الأسري والذي يعد الأول من نوعه على مستوى الدولة، ويهدف إلى توفير مجموعة من القنوات الإعلامية المتخصصة بشؤون الأسرة، كما أكدت موضي بن محمد الشامسي على أهمية الاستثمار في قيادات الصف الثاني لإعداد نخبة من الكوادر الوطنية الرائدة في العمل المجتمعي، مشيرة إلى أهمية الخطة الاستراتيجية الجديدة في تضافر الجهود ووضع الأطر المؤسسية لتعزيز دور الإدارات التابعة للمجلس في النهوض بمسؤولياتها وتلبية متطلبات الخطة، وتفعيل مساهمتها المؤسسية في القطاع الاجتماعي لإمارة الشارقة.
كما تناول اللقاء حجم الإنجاز المحقق في المرحلتين الأولى والثانية من مراحل إعداد الخطة الاستراتيجية، لاسيما من حيث تحليل الوضع الحالي ومراجعة وتقييم الخدمات والبرامج والمبادرات المقدمة من المجلس والإدارات التابعة له، إلى جانب إجراء العديد من المقارنات والمراجعات المعيارية وتصميم المسارات الجديدة لعمل المجلس، كما تم الانتهاء من صياغة بطاقة الأداء المتوازن التي تستند على تنمية الإيرادات والبنى التحتية المؤسسية والتكنولوجية وبناء الموارد البشرية وتعزيز المهارات لتقديم خدمات مبتكرة لمتعاملي المجلس والمجتمع.